فضفضات - ايمان داود


هذا المساء

داهمني إدمان القهوة

فلبيت.. 

ولكن يالوعتي

هذا القدح لا يمكن ان يحمل لقبها الأثير.. 

البن يرقد مقتولا في القاع.. 

الماء رقراق لا تشوبه ذرة من لون المحبة البني الداكن..

 و حبات السكر تنحسر جانبا بإستكانة لم ألحظها من قبل.. 

ما هذا؟؟ 

هل إنطفأ الموقد؟؟ 

هل فسد البن او عسر الماء؟؟؟ ..

وجدت القدح يترنح

ثم يسقط شظايا بدوي صم أذناي..

 و إنسكبت الدموع تغرق الطاولة. 

هناك معركة صامتة دارت ولم أصغ إليها.. 

جمعت الشظايا و قررت عقد المحاكمة لمن أفسدوا أمسيتي.. 

مخنوقا بصوت أبكم تحدث البن. 

لن آمن له مجداا

ذلك الماء كم أذابني و إعتصر رحيقي ثم تركني في القاع أهوي.. 

يحمل على سطحه تلك الرقيقة هشة القوام من صويحباتي ليكتحل بها وجهه و أنا نهايتي في مجلى الصحون.. 

يسرق زهرات عمري بعدما إحترقت في الموقد و تفتت حباتي بتروس المطحنة بعدما ألهبتني حرارته هجرني

 فلن آمن له و لن أمازجه ما حييت... 

لا.. 

بل أنت من نزعت صفائي

و صبغت نقائي بلون حزنك

سكبت المرار وسط قطراتي

فما عدت رقراقا ولا جاريا.. 

بخرت النيران جزيئاتي و حرمتني صغارا رحلو

اكل هذا لأخرج أجمل ما فيك.. 

ليتغنى بذوقك و مذاقك الأدباء و الشعراء

ضمخت سلسبيلي و نزعت شفافية روحي فلن أمازجك يوما..

 أصمتا أيها المغروران.. 

لا ارحب بكما أبدا بعد اليوم.. 

كنت خليلا يحضر حينا و إن غاب فلا غناء عنهأ

عادل مرارة طعم القهوة و أصلح قاعدة الماء عديم الطعم

ثم يطعن في نزاهتي بأني أفسد ذوق العشاق

أنا حلو الليالي و معشوق البشر

بينكما ضاعت هيبتي

فلن أمازجكما ما حييت... . . .

 تبا لكم جميعاو لمن أفسد تلك الصحبة الصالحة و الميثاق الغليظ.. 

كلاكم كان مكتملا بالآخرين 

و الآن.. 

لا مكان لكم إلا في مهملات الكوكب الأرعن..

 تعسا لكل من خبب حبيبا

و من أفسد عشا كان هادئا..

 انا  من افسدكم حين سمحت لكم بحضور جدالات عالم الضلالات و فساد الفطرة

 . #فيمنيست

#ذكوريين

#سحقاًللفرقة 


في العالم الأزرق كثيرات يبحثن عن الحب


فقط من أجل بعض الإهتمام و الشعور الرائع أن هناك من يذكرك و يهتم لأمرك و لا ضير من تطور العلاقة إلى إرتباط أبدي كما تتوهمن و البعض منهن تكتفين بهذه الحالة من التواصل عبر الوهم الإفتراضي..


 إما لإستحالة الإقتران الفعلي أو بدافع من الهرب مما يحوله الواقع إلى مذبحة للمشاعر الدافئة.


 أحدهم واتته الفكرة المجنونة لإستغلال الهوس و الفراغ النفسي الذي تعشنه....


أنشأ موقعا إلكترونيا لمن تريد علاقة لا يشوبها الإزعاج من المجتمع و لا تجبر أي فتاة على الإستمرار فيها إذا شعرت بالملل أو وجدت شريك من لحم و دم.. 


يمكن لها أن تحدد مواصفات العاشق الوهمي و لغة حواره و نوع الإهتمام الذي تبغيه...


 إنضمت فتاتنا إلى قافلة المتفاعلات مع البرنامج و هي تعي جيدا أن تواصلها مع جهاز حاسوب لا يملك إلا أن يقدم لها ما تسمح هي بهبدأ الحوار فاترا باردا من الطرفين


و سرعان ما جذب عقلها تفاعله الذي فاق توقعاتها  كانت تكتفي بأن تحاوره عن يومها و بعض الذكريات


و بمرور الوقت بدأت تعتاده


و لأن حياتها تخلو من روابط حقيقية زاد ترابطها به صارت تخبره بما عليها فعله طيلة اليوم  و تطلب منه متابعتها إذا تأخرت عن موعدهما يرسل لها الرسائل ليطمئن لعودتها إذا غادرت البيت يذكرها بمواعيد الدواء و مراجعة الطبيب 


يسأل عن صويحباتها و مشاكلها في العمل يبدي رأيه في ملابسها و زينتها قبل الخروج يوقظها للعمل أو حين الصلوات لا يمل من سردها المسهب لاحداث اليوم الملولو 


على الرغم من إدراكها الكامل لأن كل هذا الإهتمام هو ما حددته مسبقا في ذاكرة البرنامج


و وعيها بأنه لا يوجد على الطرف المقابل إلا قرص صلب يترجم أوامرها إلى أفعال 


إلا أنها إكتفت به عن عالمها 

صار رفيقها و إنعزلت معه عن الدنيا.. 


ما حاجتها لبيت ينشغل كل من فيه بنفسهما حاجتها لصديقة تفشي أسرارها و تبخل بالنصح و المساندة عند الأزمة


لماذا تبحث عن رفيق يبتر أحلامها و يجلب لعينيها الدموع و يذبح بسمتها بدم باردو بمرور الأيام تناست أنه وهم أحبته 


تمنت لو تراه و تلمس ملامحه بأصابعها التي تلهو بأزرار الهاتف لتصل إليه عندما أخبرته برغبتها 


أجابها بأن ذلك لن يكون فهو مجرد رموز و أرقام ولا يملك روحا ولا جسدا إذا إنقطع تيار الكهرباء للحظات سيختفي.


بكت كما لم تبك من قبل حاولت نسيانه أو الإبتعاد....


 فلم تفلح و في النهاية قررت أن تمتزج روحها معه ستخرج الروح من الجسد الذي يحرمها وصله في لحظة جنون أوصلت ساقها بمصدر الكهرباء


و الساق الأخرى بمخرج الشبكة العنكبوتية اللعينة 


و قبل الرحيل..

تركت رسالة لعالمنا الذي فقد ضميره.. 


لولا جفوتكم  و وحدتي بينكم ما رحلتلو تصدقتم علي ببعض محبة ولو قليلة لما إحترقت لأجد من يبكي لأجلي.. 


وجد أخوتها هذه الرسالة على حائط حجرتها و عندما وجدوها كانت جثتها قد تحولت للون الأزرق و صارت باردة كالثلج 

ترى؟؟

هل هو لون العالم الذي رحلت إليه لتلقي حلمها الوحيد


أم هو لون البرودة القاتلة التي تجمعها بأسرتهاهل حقا تلاقت روحها مع ذلك الطيف


أم ذهبت لجحيم أشد سوءا من حياتها التي فرت منهالا أحد منا يملك الإجابة.. 

و ليتنا لا نصل لحالها يوما


#حدوتة_مجنونة 



تسألها الصغيرة....

لماذا يا أمي تصنعين في بيتنا الصغير  هذه النوافذ 

لماذا لا نجعلها أبواب واسعة

فيسكن كوخنا النسيم و يتوسد القمر مخدعي غير مفارق

لما لا نقيم للفراشات ولائم من زهر السوسنو

 نشعل في وسط الدار سراجا يهزم ظلمات الليل

لماذا نبني سقفا يحبس أحلامي عن السحاب العابر؟؟؟

فأجبتها أنايا صغيرة؟؟؟

إغلاق النافذة أقل عناءا من إغلاق الأبواب

عندما يشيب شعرك مثلي

ستعيدين بناء الدار

ستكون مصفحة الباب

و بأعلاها كوة ضيقة تسمح لشعاع واحد أن يتطفل

و حول الدار سياج من نار و نحاس

وليتها دار بلا جيران..

كاذب من قال أن الصغار تخاف

إنما العجائز أشد رعبا

فقد خبروا كل ضيوف الأبواب و النوافذ

#اغلقوها

#جدران 

شكرا 

#Eman_Dawod 


Comentarios
* No se publicará la dirección de correo electrónico en el sitio web.