المحلل -22


المحلل .......22

ظلت هنا تتراقص مع بنات اخواتها وهي تتجاهل مديحة التي لبست فستان فاضح للغاية ومع ميك اب مبالغ فيه وكلما حاولت أن تقترب من هنا وقفت البنات حاجزا بينهم ،لدرجة أضحكت هنا ،احساسها بمحاولتهم حمايتها رطبت قلبها حتي ام تقي وقفت وهي مريضة لتتراقص لتمنع مديحة من الاقتراب منها ، فعلا الأسرة نعمة ،لم تحاول هنا أن تتصل بعصام حتي قاربت الساعة منتصف الليل ،وهي مازلت تتجاهله حتي فوجئت بأخيها يطلب منها النزول لأن زوجها تعب ويريد المغادرة

 _عصام كان موجود من بداية الاحتفال ،معقولة ؟!_وليه مش معقولة والله راجل كريم ومحترم يا هنا ربنا يبارك لك فيه ،يلا اجهزي الراجل شكله تعبان .قبل أن تنزل هنا كانت مديحة تحاول النزول بسرعة قبلها لكن الفتيات اسرعن قبلها ليمنعوها من النزول .

_انتم رايحين فين ؟!

_نازلين نقابل عمو عصام قالتها الفتيات في صوت واحد .

_ليه ؟ 

_عايزين نسلم عليه قالتها خلود لامها وهي تغمز بعينها لتشير الي مديحة التي حاولت أن تنتهز الفرصة لتنزل ،لكن ام تقي امسكتها من شعرها كأنها تستند إليها حتي لا تقع ،صرخت مديحة من الالم وحاولت الإفلات منها حتي أن اختها اتت لتساعدها .

_الحقيني يام ملك ياحبيبتي تعبانة قعديني تعالي أسند عليكي يا مديحة يسترك .أمسكت ام تقي فيهما ورفضت افلاتهما حتي بعد أن سمعت صراخ الفتيات فجرت معهم لتري ماذا يحدث .كان عصام ممسك بباقة ورد حمراء كبيرة ومعها بالون مكتوب عليه بحبك يا هنا وممسك بيد هنا يقبلها ،كان مشهد رومانسي أشبه بالافلام التركي ،استولي المشهد علي قلوب الفتيات الصغيرة حتي تمنين أن يكونوا مكانها ،اما هنا فوقفت واحمرت وجنتيها واحست بقلبها يخفق بشدة ،صحيح أن عصام قبلها كان له أخطائه لكن الان يحبها هي فقط ارتمت هنا في حضن عصام وكأنها ذابت بين يديه بينما ارتمت مديحة في حضن اختها تدراي دموعها المقهورة علي حالها ،لمحتها هنا وهي ترحل مع زوجها وهي تكاد تقطع وجهها باظافرها ،شغل منظرها بال هنا لكن لم يكن هذا وقته لقد سقطت في بحر الحب والحنان الذي صنعه لها عصام ولا يهمها أخطاء الماضي .دخلت هنا الفرح وهي ممسكة بيد عصام والبنات تنظر لها يتمنوا لها السعادة ولهم المثل ،كانت مديحة تراقب عصام ،بينما محمود يراقب المنظر وهو صامت كالتمثال بينما زوجته شيماء بجانبه تتابع هي الأخري المشهد كله فهي صممت علي الحضور رغم محاولات محمود منعها   .ظلت هنا بجانب عصام وهو لا يترك يدها ابدا و من حين لآخر يقبل يدها أو يقترب منها ليقول لها كلمة تحمر لها خجلا،تخمن الفتيات ماهي وتحمر لها مديحة غضبا .انشغلت هنا مع بنات العيلة بالعروسة قليلا ،لكنها كانت تنظر من حين لآخر علي زوجها ليقذف لها قبلة في الهواء ،حتي بدأت تحدث مشكلة بين تقي وام حسين وكادت تنهي الفرح نهاية مأساوية ،حاولت هنا تلاطف حسين وتهديده  وأم تقي تهدي أمه بينما وقف محمود يهدي تقي حتي حلت المشكلة وعاد جو الفرح والبهجة ،التفت هنا تبحث عن عصام فلم تجده فبدون أن تشعر بحثت عن مديحة فلم تجدها هي الأخري ،بحثت هنا وهناك  عن عصام في كل القاعة وهي تدور لتلاطف الضيوف وعينها تبحث عن طرف خيط حتي وصلت لتلك الشرفة البعيدة ،كانت تخطو داخلها بثقل وقلبها يدق بشدة ،احساسها بأن هناك ما سيؤذيها  من قال إن النساء لديها ردار  تعرف به متي يخونها زوجها حتي وهي بعيدة عنه صدق ،ولقد صدق احساسها فما رأته كان طعنة غادرة في قلبها ام تكن تتخيلها ،عصام وشيماء في وضع قذر أرادت الصراخ لكن صوتها كأنه اختنق وشلت حركتها ،حتي الابتعاد لم تقدر عليه ،ظلت تشاهد المشهد كله حتي انتهوا ،عدلت شيماء ملابسها وخرجت وتبعها عصام وهو يزيل اثار الروج ويعدل ملابسه ،مشي بجانبها ولم يلحظ وجودها ،امسك موبيله يكلم سهام ويحب فيها ويطمئنها أن سيأتي بعد انتهاء عمله .احساس الوجع الذي تحسه الان لا يشبه اي وجع احسته من قبل ،دموعها تنزل بلا رقيب كأنها حمض قوي تحرق وجهها أما قلبها فيحترق أضعاف مضاعفة ،في وسط دموعها رأت مديحة أمامها تنظر لها .

_شماتنه  فيا

 _اشمت فيك ،ممكن اصلك كنت واخدة قلم في عصام وحبه ورومانسيته ،عارفة عمل معايا اكتر بكتير من اللي عمله معاكي حتي أنه نزل باس رجلي ،عارفة يعني ايه كان بيبوس رجلي ،بطني دي شالت له طفلين ،قتلتهم بايدي علشانه ،اكلني الشهد بايد وطفحني المر ،انا حكايتي مش مختلفة عن حكايتك ،الفرق الوحيد أنه طالني وانا لسه متجوزة ،كنت غبية صدقت كلامه وضعفت قدام بحور الحب والغرام اللي اتحرمت منها ،كنت مسحورة بكل أفعاله وفي لحظة ضعفت ووقعت في الوحل ،وبعد ما كان بيبوس رجلي بقيت انا اللي بجري وراه ،جوزي بقيت مش طايقاه لدرجة اني اتطلقت واتنازلت عن كل حقوقي علشان نتجوز زي ما وعدني ،اتطلقت وبعدها وعود وعود ومفيش تنفيذ .

_ومبعدتيش عنه  ليه ؟!

_مفيش حد يقدر يبعد عن عصام الا لو هو عايز كدا ،كل ما تقولي لا ،يرجع لك باسطوانات الحب والعشق ووعود الجواز لحد ما اضعف أو التهديدات مرة أخري ،انت لسه مشفتيش الوش التاني لعصام وش يقدر يكرهك في الدنيا وما فيها ،لازم تستسلمي  وبعدها تتركني  علي الرف ،انا خلاص مبقاش عندي مشكلة اني اتركن لكن انا حامل ودي اخر فرصة ليا اني اكون ام لو اجهضته ،خلاص عمري ما قدر احمل تاني وعصام رافض أنه يعترف باللي في بطني ،انا عايزة الولد دا ،دا اخر امل عندي ،لو مكملش الحمل ولو معترفش به عصام هموت نفسي ،انا خلاص مش قادرة ،ابويا عايزني ارجع لجوزي الاولاني بيضغط عليا وانا خلاص مقدرش ارجع وانا حامل هتفضح وعندي اخواتي البنات اعمل ايه ؟!

بكت مديحة وظلت هنا واقفة تنظر إليها لا تدري هل تتعاطف معها ام تصفها بالخائنة وتصفعها ،حقا لا تدري ؟ كانت تفكر عندما فاجئها محمود واضح أنه كان يفتش عنها  ._انت لسه مرات عصام ؟ نظرت هنا حولها لتجد مديحة رحلت وهي تفكر فيما يحدث حولها ووقف مكانها محمود ليوجه لها الاتهامات .

_لو مضايقة من وجودي انا ممكن امشي ومش هتشوفي وشي تاني .انتظر محمود.قليلا لترد عليه ،لكنها لم تنطق .،لم تستطع هنا حتي أن ترد عليه ،كانت تريد أن تتكلم توضح كل شئ،لكنها صوتها لا يطلع ،تعبت اوي، تتمني لو يأتي أحد لتستند عليه هي لم تعد تقوي علي الوقوف والمشي ،تحققت أمنيتها لقد اتت ام تقي تبحث عنها ورغم ضعفها ومرضها استندت هنا عليها. وظلت تبكي في حضنها .

_هنا يا حبيبتي اهدي كدا واعقلي الرجالة كلهم كدا ،الست العاقلة تحافظ علي بيتها ومتخربوش مهما حصل .

_انا غلط لما اتجوزته  .

_ لا هي اللي غلطت ،اللي غلط يتحمل نتيجة أفعاله يا حبيبتي .نظرت لها هنا :انت عارفة اللي بيحصل ؟!

_مفيش حاجة بتستخبه ،هي ضيعت نفسها وبيتها وجرت ورا  أوهام ضيعتها ورماها في الوحل ،محدش بيحاسب الراجل لما يغلط لكن الست الف كرباج وكرباج بينزل علي ضهرها ،الكل بيحاسبها حتي لو تابت مليون مرة ،دي حقيقة مجتمعنا .دخلت البنات تجري تبحث عن هنا وزوجة أخيها .

_عمو عصام بيدور عليك .دخلت هنا لتجد عصام قلقان بسبب اختفائها ،وما أن رآها حتي قبل يدها قبلة حرقت يدها ومعه قلبها ،كيف يكون هذا الرجل قادر علي التلاعب بمشاعر كل النساء حوله ،هو خبير يعرف يدخل لكل ست من نقطة ضعفها ،،خرجت معه والستات كلها تنظر لها وتندب حظها لأنها لم تتجوز مثل عصام ،اه لو يعرفوا ،الان تكرهه وبشدة وتندم علي كل لحظة عاشتها معه ،غريبة الدنيا في لحظة كانت تحس انها فوق السحاب والان تحس انها تحت سابع ارض ،عادت هنا مع عصام الذي تحجج بالشغل وتركها في البيت ،حمدت الله أنه فعلها .دخل عصام البيت ليجد سهام تجلس أمام اللاب توب تكمل، عملها ،اقترب منها يقبلها ويهمس في اذنها بكلمات الحب ،لكنها لم تنحي اللاب  من أمامها ولا حتي ظهر عليها أي انفعال بل نظرت له.

_العشاء جاهز في المطبخ لو عايز تأكل ،عبدالله سخن ،انا هنام معه النهاردة .وقبل أن يفتح فمه كانت قامت وتركته وحيدا ليفتح موبيله ليري تلك الرسائل الساخنة التي ترسل إليه .ذهبت هنا مع ام تقي وبنات العيلة  لزيارة تقي ،لتجد محمود  هناك ،حاول أن يرحل بمجرد أن رآها ، لكن هنا استوقفته.

_دمحمود ممكن شوية وقت لو سمحت ،ارجوك ،الموضوع مهم 

_معتقدتش أن فيه حاجة بينا نتكلم فيها .

_اعتقد انك غلطان ارجوك محتاجة نتكلم في موضوع يخصنا لو سمحت ،ممكن .كانت هنا تترجي محمود بطريقة لم يعتدها من قبل ،كان واضح من صوتها أن الأمر مهم جدا وخطير ،حتي ملامح وجهها كانت غريبة وجهها منتفخ وكأنها لم تنم بل ظلت تبكي طول الليل ،رق قلبه لها ،هي دائما نقطة ضعفه .

_تحبي نتكلم هنا ولا في مكان تاني ؟!

_ممكن نتكلم في مكان هادئ .

_اتفضلي .

يتبع

 #المحلل 

#جيهان محمد

Comentarios
* No se publicará la dirección de correo electrónico en el sitio web.